بماذا تتميز المدينة عن القرية
تختلف حياة الناس من مكان إلى آخر في العالم فتوجد العديد من الفوارق بين الناس كالغني والفقير والمتعلم والأمي، وإحدى هذه الفروق في طبيعة المعيشة والحياة هي التي بين القرية وأهلها والمدينة وسكانها، وهي التي ظهرت بشكل كبير فيما بعد الثورة الصناعية وظهور المدن وتطورها بشكل كبير جداً ممّا أدى إلى شعور أهل القرية بامتياز أهل المدينة عنهم من ناحية الخدمات والتقدم التكنولوجي ومستوى الرفاهية في العيش، وهو الأمر الذي سبب هجرة أهل القُرى إلى المدينة من أجل تحسين مستوى معيشتهم، وليس من الضروري أن تكون المدينة مميزة عن القرية إذ إنّ ما يحدد تميز المدينة عن القرية من عدمها هو الشخص نفسه وطريقته في العيش وطريقة تفكيره، بالإضافة إلى نوعية الحياة التي يفضلها.
ولكن هذا لا ينفي وجود العديد من الفروقات بين طبيعة الحياة في المدينة مقارنةً بطبيعة الحياة في القرية والتي يصفها الناس في العادة بأنّها ميزاتٌ تمتاز بها المدينة عن القرية وإنّ أولى هذه الفروقات هي المستوى التنظيمي المتدني في القرية مقارنة في المدينة ونقص الخدمات والبنية التحتية في القرية أيضاً مقارنة في المدينة وربما يرجع سبب هذا إلى كون المدن هي المراكز التجارية والاقتصادية للدول بالإضافة إلى وجود العدد الأكبر من التجمعات في السكانية مقارنة بالنسب القليلة للسكان في القرى.
كما أنّ المدينة تختلف عن القرية في طبيعة حياة الناس وطبيعة أعمالهم إذ إنّه في حين يعمل سكان القرية بالفلاحة والرعي وصيد الحيوانات في الغالب، بالإضافة إلى اشتغالهم ببعض الحرف اليدوية، فعادة ما يعمل سكان المدينة في القطاع التجاري أو الصناعي أو الخدمي أو التعليمي، وتنعكس طبيعة هذه الأعمال على طبيعة حياة الناس في كلٍّ من المنطقتين إذ إن الروابط الاجتماعية تبرز بشكل كبير جداً في القرية بالنسبة إلى التفكك الاجتماعي الذي يعيشه أهل المدينة، بالإضافة إلى ارتباط الناس في القرية ارتباطاً وثيقاً بالأرض بالإضافة إلى سيادة العادات والتقاليد في الوقت الذي ينشغل فيه أهل مدينة بالبحث عن مصادر جديدة للأموال والتطور المستمر والسبيل إلى حياة تحتوي على الرفاهية بشكل أكبر.
أمّا في المدينة فتوجد سلبية الجو الذي يسوده التلوث بالإضافة إلى التعقيد في الحياة بشكل كبير جداً بينما تسود البساطة في المجتمع القروي، وتوجد العديد من الجوانب الإيجابية والسلبية لكلٍّ من المدينة والقرية والذي يحدد هذا الأمر هو كل شخص بنفسه وطبيعة الحياة التي يحب أن يعيشها.
الهجرة إلى المدينة
هو الانتقال من السكن في الريف إلى السكن في المدينة؛ نظراً لتوفر شروط وظروف في المدينة جاذبة للسكان، وغير متواجدة في ذات الوقت في الريف، ومع التطوّر العلميّ والتكنولوجيّ، والانفتاح الذي شمل جمع نواحي الحياة، وتحوّل العالم إلى قرية صغيرة، أخذ الشبّان وحتّى كبار السن تكبر تطلعاتهم لبناء حياة جديدة تشتمل على هذه التغيّرات؛ ليعايشوا التطور بكل مجالاته، وقد أدّى تطوّر وسائل النقل إلى تسهيل ذلك، وفي مقالنا هذا سنتحدث الهجرة من الريف إلى المدينة وعن الأسباب الكامنة وراء ذلك.
أسباب الهجرة إلى المدينة تختلف دوافع وأسباب الهجرة إلى المدن، نذكر هنا أهمّها:
توفّر الخدمات الصحيّة في المدن ونقصها في المدن.
توفّر فرص العمل في المدينة أكثر من توفرها في القرى؛ لتطور القطاع الصناعي في المدينة وحاجته لأيدي عاملة بشكل كبير، كذلك ازدياد فرص العمل في الوظائف الحكومية.
توفّر المؤسّسات التعليميّة بأنواعها المختلفة، من جامعات ومدارس ومراكز ثقافية في المدينة.
توفّر طرق المواصلات بشكل ممتاز في المدينة؛ مما يتيح تنقل السكان إلى الاسواق وأماكن العمل بسهولة ويسر.
رائع
ردحذف